مقدمة: دليلك العملي لسعي خالٍ من الأخطاء
مبارك عليك نية العمرة، وهنيئًا لك هذه الخطوات التي تخطوها نحو بيت الله الحرام. بعد أن أتممت الطواف، حان الآن وقت الركن الثاني من أركان العمرة: السعي بين الصفا والمروة. قد يبدو السعي للوهلة الأولى مجرد مشي بين جبلين، لكنه في حقيقته رحلة إيمانية عميقة، مليئة بالدروس والفرص العظيمة للدعاء والذكر. ولتكون هذه الرحلة متكاملة وموافقة للسنة، لا بد من معرفة صفة السعي الصحيحة والإجابة الدقيقة على سؤال: ماذا أقول في السعي؟ هذا الدليل المفصل سيأخذ بيدك، ويقدم لك شرحًا عمليًا حول ادعية السعي بين الصفا والمروة للعمرة خطوة بخطوة، مع شرح مبسط وواضح.
سنسير معًا من لحظة اقترابك من الصفا، مرورًا بكل شوط، وصولًا إلى نهاية السعي عند المروة. ستتعلم دعاء السعي في العمرة الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما هو الدعاء المفتوح الذي يمكنك أن تناجي به ربك. هدفنا هو أن تنتهي من سعيك وأنت مطمئن تمامًا أنك أديته على أكمل وجه، مستثمرًا كل لحظة في ذكر ودعاء صحيح ومقبول بإذن الله.
محتويات المقال:
الخطوة الأولى: الاستعداد والتوجه إلى الصفا
بعد الانتهاء من الطواف وركعتي سنة الطواف خلف مقام إبراهيم (إن تيسر)، وقبل أن تبدأ رحلة السعي، هناك تمهيد مهم:
- الشرب من ماء زمزم: يُستحب للمعتمر أن يشرب من ماء زمزم بعد ركعتي الطواف وقبل التوجه إلى الصفا. اشرب بنية الشفاء والبركة والقبول، فهو ماء مبارك وطعام طعم وشفاء سقم.
- النية وحضور القلب: استجمع نيتك بأنك ستقوم الآن بشعيرة السعي بين الصفا والمروة طاعةً لله تعالى واتباعًا لسنة نبيه ﷺ. استحضر في قلبك قصة السيدة هاجر عليها السلام، ويقينها وتوكلها على الله. هذا الاستحضار هو جزء من ادعية السعي بين الصفا والمروة القلبية التي تسبق الدعاء اللساني. هذا الاستحضار يحول السعي من عمل جسدي إلى تجربة روحانية عميقة.
- الاقتراب من الصفا: توجه بهدوء وسكينة نحو جبل الصفا. عندما تقترب منه، وقبل أن تبدأ بالصعود، يُسن لك أن تقرأ بصوت تسمع به نفسك الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ (سورة البقرة: 158) ثم تقول بعدها مباشرة: “أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ”. لماذا هذا مهم؟ أنت بهذا الفعل تعلن أن سعيك ليس مجرد تقليد، بل هو امتثال لأمر الله، واتباع لهدي نبيه الذي بدأ بما بدأ الله به في كتابه.
الخطوة الثانية: على جبل الصفا (بداية الشوط الأول)
الآن أنت على وشك بدء الشوط الأول. اصعد على جبل الصفا حتى ترى الكعبة المشرفة (إن أمكن). هنا يبدأ أهم جزء في تطبيق ادعية السعي بين الصفا والمروة، وهو الذكر النبوي الثابت الذي لا ينبغي تركه.
- استقبل القبلة: وجه وجهك نحو الكعبة.
- ارفع يديك للدعاء: ارفع يديك كهيئة الداعي.
- قل الذكر النبوي الثابت: هذا هو دعاء السعي في العمرة الذي لا ينبغي تركه. قله بثقة ويقين:
- “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ”. (ثلاث مرات)
- ثم قل: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ”.
- الدعاء بما تشاء: بعد أن تقول هذا الذكر، ادعُ بحرية تامة. اطلب من الله خيرَي الدنيا والآخرة. هذا هو وقتك الخاص للمناجاة.
- كرر الذكر والدعاء: السنة الكاملة هي أن تكرر هذه العملية ثلاث مرات. أي:
- تقول الذكر النبوي.
- ثم تدعو.
- ثم تقول الذكر النبوي مرة ثانية.
- ثم تدعو مرة ثانية.
- ثم تقول الذكر النبوي مرة ثالثة.
بعد المرة الثالثة، تنزل من الصفا وتبدأ شوطك الأول متجهًا نحو المروة.
الخطوة الثالثة: أثناء المشي نحو المروة (الشوط الأول)
بمجرد أن تبدأ بالمشي، تدخل في المساحة المفتوحة من ادعية السعي بين الصفا والمروة، حيث يمكنك الدعاء والذكر بحرية. هنا تتسع الإجابة على سؤال ماذا أقول في السعي؟.
- الدعاء المطلق: هذا هو وقتك للدعاء بكل ما في قلبك. لا تتقيد بأدعية معينة، بل ناجِ ربك بلغتك وبحاجاتك. اطلب المغفرة، صلاح الأبناء، شفاء المرضى، الرزق الحلال، وكل ما تتمناه.
- الذكر العام: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله: “سبحان الله”، “الحمد لله”، “لا إله إلا الله”، “الله أكبر”، “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
- قراءة القرآن: يمكنك أن تقرأ ما تحفظ من القرآن الكريم.
الهرولة بين الميلين الأخضرين:
أثناء مسيرك، ستلاحظ وجود إضاءة خضراء على جانبي المسعى. هذه المنطقة تسمى “بطن الوادي”، وهي المكان الذي هرولت فيه السيدة هاجر. يُسن للرجال فقط أن يسرعوا في المشي (الهرولة) بين هذين الميلين الأخضرين. أما النساء فيمشين مشيًا عاديًا.
يُستحب أثناء الهرولة أن تقول الدعاء المأثور عن ابن عمر رضي الله عنهما:
“رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ”.
بعد تجاوز الميل الأخضر الثاني، تعود إلى المشي العادي حتى تصل إلى المروة.
إقرأ أيضًا: ماذا يقال في السعي؟ ادعية السعي بين الصفا والمروة الثابتة والمأثورة
الخطوة الرابعة: على جبل المروة (نهاية الشوط الأول)
عندما تصل إلى جبل المروة، تكون قد أتممت الشوط الأول. اصعد عليه، وكرر نفس تطبيق ادعية السعي بين الصفا والمروة الثابتة التي قمت بها على الصفا، ولكن مع اختلاف بسيط.
- استقبل القبلة وارفع يديك.
- قل الذكر النبوي الثابت:
- “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ”.
- “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ”.
- ادعُ بما تشاء.
- كرر الذكر والدعاء (ثلاث مرات ذكر، ومرتان دعاء).
ما هو الاختلاف؟ عند المروة (وفي كل مرة تصل فيها إلى الصفا بعد الشوط الأول)، لا تقرأ آية ﴿إِنَّ الصَّفَا…﴾ ولا تقول “أبدأ بما بدأ الله به”. هذان يقالان مرة واحدة فقط في بداية السعي عند الصفا.
الخطوة الخامسة: تكرار الأشواط من الثاني إلى السابع
الآن، أنت فهمت صفة السعي الصحيحة بالكامل. ما عليك سوى تكرار هذه الخطوات.
- الشوط الثاني: يبدأ من المروة وينتهي عند الصفا.
- الشوط الثالث: يبدأ من الصفا وينتهي عند المروة.
- الشوط الرابع: يبدأ من المروة وينتهي عند الصفا.
- الشوط الخامس: يبدأ من الصفا وينتهي عند المروة.
- الشوط السادس: يبدأ من المروة وينتهي عند الصفا.
- الشوط السابع: يبدأ من الصفا وينتهي عند المروة.
قاعدة بسيطة للتذكر:
- كل الأشواط الفردية (1, 3, 5, 7) تبدأ من الصفا وتنتهي عند المروة.
- كل الأشواط الزوجية (2, 4, 6) تبدأ من المروة وتنتهي عند الصفا.
- بداية السعي تكون دائمًا من الصفا، ونهايته تكون دائمًا عند المروة.
في كل شوط، تمشي مشيًا عاديًا، وتستغل الوقت في ادعية السعي بين الصفا والمروة التي تخرج من قلبك، وتذكر الله بما تشاء، وعندما تصل إلى الميلين الأخضرين تهرول (إذا كنت رجلاً)، ثم تعود للمشي العادي. وفي كل مرة تصل فيها إلى الصفا أو المروة، تستقبل القبلة وتكرر الذكر النبوي الثابت مع الدعاء بينه.
الخطوة السادسة: بعد الانتهاء من الشوط السابع
عندما تصل إلى المروة في نهاية الشوط السابع، لا تفعل شيئًا من ادعية السعي بين الصفا والمروة التي كنت تفعلها في نهاية الأشواط السابقة. لقد انتهى السعي هنا.
الآن حان وقت التحلل من العمرة.
- التقصير أو الحلق:
- للرجال: الأفضل هو الحلق (حلق شعر الرأس بالكامل)، فهو الذي دعا له النبي ﷺ ثلاث مرات بالرحمة والمغفرة. ويجوز التقصير (قص جزء من شعر كل الرأس).
- للنساء: الواجب هو التقصير فقط. تجمع المرأة شعرها وتقص من طرفه قدر أنملة (طرف الإصبع).
- مكان التقصير: يمكنك أن تقصر في أي مكان، ولكن هناك محلات حلاقة مخصصة ومنظمة خارج المسعى يمكنك التوجه إليها.
بمجرد أن تحلق أو تقصر، تكون قد تحللت من عمرتك. الآن يحل لك كل ما كان محظورًا عليك بسبب الإحرام، مثل لبس المخيط، والتطيب، وغير ذلك.
أخطاء شائعة يقع فيها المعتمرون في السعي.. فاحذرها!
معرفة صفة السعي الصحيحة لا تكتمل إلا بمعرفة الأخطاء الشائعة لتجنبها. فالعلم بالشيء يتضمن العلم بضده. إليك قائمة بأبرز الأخطاء التي قد يقع فيها البعض عن جهل، لتكون على بصيرة منها:
- تخصيص دعاء لكل شوط: كما ذكرنا سابقًا، هذا من أشهر الأخطاء المتعلقة بـادعية السعي بين الصفا والمروة. لا يوجد في السنة ما يثبت تخصيص دعاء معين لكل شوط. هذا الفعل يقيد ما وسعه الله ويذهب بالخشوع. دعاء السعي في العمرة أوسع من ذلك، فادعُ بما يحضر في قلبك.
- الدعاء الجماعي الصاخب: ررفع الصوت بالدعاء بشكل جماعي هو خلاف السنة في ادعية السعي بين الصفا والمروة، حيث يشوش على الآخرين ويؤذيهم. الأصل في الدعاء والذكر هو الإسرار، لقوله تعالى: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً”.
- البدء من المروة: يبدأ السعي دائمًا من الصفا. من بدأ من المروة عن جهل، فإن شوطه الأول لا يُحتسب وعليه أن يبدأ من الصفا.
- عدم إكمال المسافة إلى نهاية المسعى: يكتفي بعض الناس بالوصول إلى بداية منطقة الصعود على الصفا أو المروة، ولا يكملون المسافة حتى يلامسوا بداية الجبل. الواجب هو استيعاب كامل المسافة بين الجبلين في كل شوط.
- الاعتقاد بوجوب لمس الصفا والمروة: لا يُشترط لمس صخور الصفا أو المروة أو التمسح بها، بل يكفي الوصول إلى بداية منطقة الصعود.
- الهرولة في كامل الشوط: الهرولة (للرجل) تكون فقط في المنطقة المحددة بين الميلين الأخضرين، وليس في كامل الشوط.
- رفع اليدين للإشارة نحو الكعبة: عند الصفا والمروة، تُرفع اليدان كهيئة الداعي (بطونهما نحو السماء)، ولا تُرفع للإشارة نحو الكعبة كما يفعل البعض عند الحجر الأسود.
تجنب هذه الأخطاء يضمن أن يكون سعيك صحيحًا وموافقًا للهدي النبوي.
الحكمة من السعي: كيف تحول المشي إلى عبادة قلبية؟
لكي لا يكون سعيك مجرد حركة آلية، من المهم أن تتفكر في الحكمة العميقة من هذه الشعيرة. هذا التفكر هو ما يغذي ادعية السعي بين الصفا والمروة بالروح والصدق، ويحولها من مجرد كلمات إلى مناجاة حقيقية.
- درس في اليقين والتوكل: السعي هو إحياء لذكرى امرأة ضعيفة (هاجر عليها السلام) تركت في وادٍ لا زرع فيه ولا ماء. لم تجلس تنتظر الموت، بل أخذت بالأسباب وسعت بيقين تام أن الله لن يضيعها. في كل خطوة تخطوها، جدد يقينك بأن الله لن يضيعك، وأن الفرج يأتي بعد الأخذ بالأسباب والتوكل الصادق.
- تمرين على الصبر والمثابرة: سبعة أشواط ذهابًا وإيابًا هي تمرين عملي على الصبر والمثابرة في طاعة الله. تذكر أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وأن العبادة تحتاج إلى مجاهدة وصبر.
- إعلان البراءة من الكبر: الهرولة في بطن الوادي هي إظهار للجد والنشاط في عبادة الله، وتذكير بأن المؤمن يجب أن يكون قويًا ونشيطًا في طاعة ربه، متجردًا من الكبر والكسل.
- تذكر سعي الإنسان في الحياة: رمز السعي إلى رحلة الإنسان في هذه الحياة. وكما أن هناك ادعية السعي بين الصفا والمروة، فإن حياة المؤمن كلها يجب أن تكون سعيًا ودعاءً بين أمل ورجاء. واعلم أن سعيك في طاعة الله لن يضيع، كما قال تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”.
عندما تستحضر هذه المعاني، يتحول كل شوط وكل دعاء إلى محطة إيمانية تزودك بالطاقة الروحية، وتجعل من عمرتك نقطة تحول حقيقية في حياتك.
الخلاصة العملية: دليلك السريع للسعي خطوة بخطوة
لتسهيل الأمر عليك، إليك ملخص سريع ومرتب لأهم الأفعال والأقوال في السعي:
- قبل البدء:
- توجه إلى الصفا.
- عند الاقتراب منه، اقرأ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾.
- ثم قل: “أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ”.
- على الصفا (في بداية الشوط الأول فقط):
- اصعد واستقبل القبلة.
- قل الذكر النبوي الثابت (التكبير والتهليل) ثلاث مرات، وادعُ بما تشاء بينها.
- أثناء المشي (في كل الأشواط):
- لك الحرية الكاملة في الدعاء بما تشاء من خيرَي الدنيا والآخرة، والذكر، وقراءة القرآن.
- بين الميلين الأخضرين (في كل الأشواط):
- للرجال: يُسن الإسراع في المشي (الهرولة).
- للجميع: يُستحب قول: “رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ”.
- على المروة (وعلى الصفا في بقية الأشواط):
- اصعد واستقبل القبلة.
- قل الذكر النبوي الثابت (التكبير والتهليل) ثلاث مرات، وادعُ بما تشاء بينها (بدون قراءة الآية أو “أبدأ بما بدأ…”).
- بعد نهاية الشوط السابع (عند المروة):
- لا تفعل شيئًا من أذكار السعي.
- توجه مباشرة للحلق (للرجال) أو التقصير (للرجال والنساء) للتحلل من العمرة.
بهذا الدليل العملي، أصبحت الآن على دراية تامة بكل تفاصيل ادعية السعي بين الصفا والمروة للعمرة. نسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال.
المراجع والمصادر
لضمان الدقة والموثوقية في هذا الدليل العملي، تم الاعتماد على المصادر التالية:
- صحيح مسلم: حديث جابر بن عبد الله الطويل في صفة حجة النبي ﷺ.
- مصنف ابن أبي شيبة: باب ما يدعو به الرجل إذا سعى بين الصفا والمروة، وفيه أثر ابن عمر.
- فتاوى نور على الدرب (ابن عثيمين): شرح مفصل لصفة السعي خطوة بخطوة.
- فتاوى اللجنة الدائمة (السعودية): فتوى حول ما يقال عند الصفا والمروة.
- موقع إسلام ويب: شرح صفة العمرة بالتفصيل.
